الأربعاء، 25 مارس 2015

مزايا و عيوب Windows 8.x (1- المزايا)

 
مقدمة

من بين كل إصدارات نظام التشغيل Windows أظن أن نظام Windows 8 من أكثر الإصدارات إثارة للجدل (يشترك في المركز الأول مع Windows Vista من وجهة نظري)؛ فما بين رغبة Microsoft في بناء نظام تشغيل موحد يعمل علي مختلف أنواع الأجهزة، و ما بين رغبة المستخدمين القدامي في الحفاظ علي نفس الشكل بدون تغيير، و رغبة المستخدمين الجدد في شكل مختلف يتناسب مع الاحتياجات المعاصرة و تجربة الاستخدام المختلفة عن كل ما هو قديم، صارت الأمور عكس ما ترغب فيه Microsoft.
 
الغريب في الأمر أنني قديماً لم أكن أميل إلي أنظمة الـWindows و كنتُ أفضِّل (و لا زلتُ) توزيعة Kubuntu عليهن جميعاً، و أري أنها تعطيني كل ما أرغب فيه من حيث القوة و الجمال و التطبيقات الناضجة المدمجة، مع قوة الأساسيات التي ورثتها من كونها مبنية علي توزيعة Ubuntu بينما كان معظم الآخرين يميلون للـWindows  و ينفرون من الـGNU/linux إلا أقل القليل، ثم حينما خرج Windows 8 للنور سارت الأمور بشكل عكسي؛ حيث نفرت منه الأغلبية، بينما ملتُ أنا إليه و أحببتُه، ثم ازداد حبي له أكثر بكثير حينما استخدمتُ Windows 8.1 !.


و قد بدأتُ منذ فترة في كتابة مجموعة من الميزات و العيوب التي أراها موجودة في Windows 8.x (أي نظام Windows 8 و تحديثاته التالية و علي رأسها Windows 8.1)، و الواضح بالطبع أنها من وجهة نظري الشخصية و آرائي الخاصة، و متأثرة بالكامل بتجربتي الذاتية مع Windows 8.x التي استمرت لحوالي تسعة عشر شهراً حتي الآن، منذ أن اشتريتُ حاسوبي المحمول Asus VivoBook x202 (و الذي أحرص علي ذِكره في كل مرة لأن له عاملاً قوياً للغاية علي النتائج التي خرجتُ بها من تجربتي حتي الآن، و ستنتبهون لهذا فيما يلي بإذن الله تعالي).
 
ثم رأيتُ بعد أن زاد طول ما كتبتُه في هذه المسألة أن أُخرجه في مقال دسم أعرض فيه وجهة نظري. و لكن نظراً لطول المقال الزائد عن الحد المقبول بالنسبة لمقال واحد رأيتُ أن أقوم بتقسيمه إلي مقالين اثنين، أكتب في أولهما المقدمة و المميزات التي أريد توضيحها للنظام، ثم أكتب في الثاني العيوب و الخاتمة. و هذا هو أول مقال في الاثنين، و المقال الثاني جاهزٌ لدي بالفعل و سأقوم بنشره في الأيام القادمة بمشيئة الله تعالي.
 
صحيح أن هذين المقالين تأخرا إلي حد ما؛ حيث أن إصدارة Windows 10 علي وشك الخروج للنور خلال الشهور المقبلة، و لكن الحكم الجيد علي أي نظام تشغيل يستلزم فترة مقبولة من التعايش و التعامل اليومي، و كلما زادت تلك الفترة كانت الأحكام أكثر موضوعية و قرباً من الصواب، و لذلك أري التأخر في الحديث عن Windows 8.x ميزة لهذين المقالين.
 
و الجدير بالذكر أن بعض العيوب و المميزات التي سأذكرها بإذن الله تعالي تأثرتُ فيها بنظام Windows 10 الجديد؛ حيث لفت نظري إلي أمور تنقص Windows 8.x فأدرجتُها في العيوب، و ربما لفت نظري إلي بعض الأمور القوية المشتركة بينهما أو زاد من أهميتها في عينيَّ فأدرجتُها في المميزات.
 

بعض مزايا Windows 8.x من وجهة نظري:

- واجهة metro التي تناسب الشاشات اللمسية، و الـtiles التي توفر الوقت لتفقد الإشعارات المختلفة، و بينما أنظر إلي الواجهة العادية (أعني سطح المكتب العادي) علي أنها جامدة متحجرة تنتظر أن أقوم أنا بالتحرك حتي تزودني بالبيانات و المعلومات التي أحتاجها، فإنني أنظر إلي الواجهة الجديدة علي أنها فَطِنة و نشطة تقوم بالتحرك و جمع البيانات من أجلي أنا المستخدم السعيد، و بالتالي فتكفيني نظرة واحدة إلي محتوي الـTiles حتي أدرك إن كان هناك أمور تحتاج إلي تفاعلي أم يمكنني إكمال أعمالي الهامة و لا أضيع وقتي فيما لا فائدة من ورائه. و في أحيان كثيرة ألقي هذه النظرة الخاطفة بينما أنا في صالة المنزل و حاسوبي في غرفتي، فأدرك منها مثلاً إن كانت هناك رسائل تحتاج للقراءة و الرد عليها، أم أنه بإمكاني إكمال الوقت العائلي بدون الحاجة للمس الحاسوب من الأصل.
 
و بلغ من شدة حبي لهذه الواجهة أنني صرتُ لا أتحمل استعمال واجهة الـkde أو سطح المكتب العادي في الـWindows بشكل مطول؛ فقد اعتدتُ علي مسألة أن يقوم نظام التشغيل بجلب كل البيانات حتي في الأوقات التي لا ألمس فيها النظام، و صار من العادي بالنسبة لي ترك الحاسوب يعمل لمجرد أن يقوم بجلب البريد و المقالات الجديدة من حسابي علي feedly و بالتالي أجد أن البيانات محدثة حينما أعود إليه بعد إنهاء ما بيدي من الأمور التي أبعدتني عنه. و هكذا صار من الممل و غير المُحتمل بالنسبة لي أن أنظر إلي  واجهة نظام التشغيل فأجدها ساكنة لا حراك فيها و لا بيانات عليها ! 
 
- القدرة علي تشغيل تطبيقات سطح المكتب، و هكذا لا يتم ترك كل التراث القديم من التطبيقات فجأة فيحس المستخدم الجديد بالضياع، خاصة و أن بناء تطبيقات بذات الاحترافية لتتوافق مع الشاشات اللمسية سيأخذ وقتاً كبيراً للغاية (إن تم من الأصل).

- التطبيقات سابقة التنصيب من Microsoft، و التي تتميز بأنها قوية الإمكانيات و سهلة الاستخدام للغاية، و علي رأسهن تطبيقات "البريد Mail" و "قارئ الملفات Reader" "الطقس Weather" و "التقويم Calendar" و "الأشخاص People" و "السفر Travel" ... إلخ، و قد خصصتُ هذه التطبيقات بالذات لأنني أستخدم كثيراً منهن بشكل منتظم.
و تمتاز هذه التطبيقات بالبساطة غير المخلة بالوظائف المخصصة لها، بل هي البساطة التي تبقي الأمور سهلة فقط بحيث لا تعقد الواجهة أو تحير المستخدم، و في نفس الوقت هناك كل الوظائف التي تريدها و تحتاجها.
 
 
- قدرة التطبيقات من نوع الـMetro علي تبادل البيانات فيما بينها، و هذا يجعل تجربة المستخدم في غاية المتعة. فمثلاً حينما تقرأ ملف pdf علي حاسوبك و تتذكر أنك لا تحفظ نسخة احتياطية منه علي أحد خدمات التخزين السحابي، حينها يكون بإمكانك أن تقوم باختيار Share من الـCharm و تختار أحد التطبيقات التي تتيح لك رفع الملف إلي خدمة تخزين سحابي (مثل Rainbow Drive)، و هكذا بمنتهي البساطة لا يكون لزاماً عليك أن تفتح برنامج التخزين السحابي و تقوم بالتصفح حتي تصل إلي الملف المقصود لرفعه.
 
و بالنظر إلي الخدمات الأخري مثل مشاركة الروابط إلي facebook و twitter و غيرهن من الشبكات الاجتماعية مباشرة من داخل المتصفح، و غيرهن الكثير من الخدمات التي توفر الوقت و الجهد فإننا نجد أن تجربة المستخدم تصير أفضل بكثير من حالة عدم وجود مثل هذا الدعم. و قد كان من أكبر عيوب iOS أنه لا يدعم مثل هذا التواصل بين التطبيقات، و لكن منذ الإصدارة iOS 8 صار من السهل فعل ذلك أخيراً.
 
- التكامل مع صانعي الأجهزة المختلفة (تقليداً لتكامل نظام الـmac os x مع أجهزة Apple و لم يصلوا لذات المستوي بعد)، و إنتاج Microsoft لأجهزة Surface و Surface pro التي يقترب تكامل العتاد و البرمجيات بها من المستوي الذي طالما اعتادته Apple مع أجهزتها و أنظمة تشغيلها المختلفة. فمثلاً في حاسوبي المحمول من نوع Asus VivoBook x202 اكتشفتُ أنني أستمتع باستخدام لوحة اللمس touchpad التي تدعم الإيماءات gestures المعتمدة علي اللمس المتعدد، و بمنتهي السلاسة و البساطة أستطيع من خلالها استخدام النظام بسرعة و كفاءة. أكثر من استخدامي و استفادتي من شاشة اللمس المتعدد !
 

 
- وجود متجر للتطبيقات (أخيراً)، صحيح أنه يعاني من القلة النوعية في عدد التطبيقات المتاحة للتحميل فيه، إلا أنه بالتدريج يزداد من حيث العدد و النوعية. و وجود متجر التطبيقات يريح المستخدم للغاية من أكثر من ناحية؛ فهو يجعل من السهل جداً العثور علي التطبيقات المناسبة لاحتياجاته و البحث عنها حسب الفئة و/أو السعر و/أو التقييم من المستخدمين الآخرين، و حينما يختار المستخدم التطبيقات التي يرغب فيها فإن المتجر يتيح له تنصيب تلك التطبيقات بنقرات زر بسيطة، سواء أكانت تطبيقات مجانية أو مدفوعة.


و في النهاية يقوم المتجر بتوفير التحديثات الدورية لتلك التطبيقات بما يريح المستخدم من كل ذلك العناء و يجعله يركز فقط علي الاستفادة من تلك التطبيقات بدون أي وجع رأس، و حينما يقوم ذات المستخدم بشراء حاسوب جديد يعمل بنظام الـWindows 8.x يكون من البسيط للغاية أن يقوم بتنصيب تلك البرمجيات التي اختارها بعناية علي الحاسوب الجديد بنقرات زر معدودة. و أظن أن هذه هي تجربة المستخدم التي ينبغي علي كل أنظمة التشغيل القتال دون راحة للوصول إليها.
 
 
- القدرة علي عرض أكثر من تطبيق علي الشاشة في نفس الوقت (و هو ما تسميه Microsoft بالـMultitasking و أجده غير منطقي؛ فالأخير يعبر عن القدرة علي تشغيل أكثر من تطبق في نفس الوقت، بينما تستخدمه Microsoft ليعبروا عن إمكانية عرض أكثر من تطبيق علي الشاشة في نفس الوقت، و هما كما هو واضح مفهومان مختلفان).
 
 

و من الممتاز أنه ليس من اللازم أن تكون كل التطبيقات المعروضة علي نفس الشاشة من نوع التطبيقات الحديثة، بل يمكن عرض تطبيق أو أو أكثر من النوع الحديث علي الشاشة جنباً إلي جنب مع سطح المكتب بكل ما به من برامج عادية، و هذا لا يجعل المستخدم يحس بالفرق الفعلي بين النوعين من البرامج، بما يجعل تجربة استخدامه أفضل بكثير.
 
- الـRibbons التي أحبها حباً جماً و أتمني أن تستنسخها واجهة الـKDE في أقرب فرصة ممكنة، أو علي الأقل تستوحي منها الفكرة الرئيسة و تقوم بتصميم و بناء بديل أكثر قوة و أكثر جمالاً.



و ميزة الـRibbons بالنسبة لي أنها لا تأخذ مساحة كبيرة من الفراغ الرأسي للشاشة، بل تقوم باستغلال المساحة الأفقية أجود استغلال، بالإضافة لكونها عملية للغاية عن طريق تجميعها للأمور المتعلقة وظائفياً بجانب بعضها البعض، و إتاحة الوصول لها بشكل أكثر سهولة و يسراً بالنسبة لي من النظر إلي القوائم الطويلة الممتدة، و البحث فيها عن الوظيفة المرغوب في الوصول إليها. و بالطبع فإن الـRibbons ليست فكرة جديدة في نظام Windows 8، و لكن نحمد الله تعالي أن Microsoft لم تقم بالقضاء عليها في حركة كانت لتصبخ الأغبي علي الإطلاق.
 
 
- الاستقرار Stability، فبينما أستخدم نظام Windows 8.1 منذ عام كامل علي الأقل فإني لم أواجه شاشة الموت الزرقاء blue screen of seath إلا في أحيان نادرة للغاية.



و أجد بشكل عام أن النظام في غاية الاستقرار (و لا أقول أنه يخلو من العلل البرمجية bugs).
بالطبع هناك من قد يواجه بعض المشاكل مع بعض التحديثات التي تخرجها Microsoft، و لكني لم أواجه تلك المشاكل حتي الآن، و من واقع تجربة سابقة فإن توزيعات الـgnu\linux قد يكون بها مشاكل كارثية من ناحية التحديثات، فقد انهار نظام kubuntu في حاسوبي القديم بعد أن نزلتُ بعض التحديثات، كما شكا كاتب تقني مشهور من أنه واجه نفس الكارثة مع خادم ويب قام ببذل مجهود و وقت كبيرين في إعداده كما يحب ثم انهار بعد تحديث عادي !
 

هناك تعليقان (2):

  1. شكرا سيد أبو إياس على هذه التدوينة الجميلة، أنا متفاجى من مديحك لنظام ويندوز 8.1 حيث أنه أنتقد وبشدة من الكثيرين!
    على العموم أنا سعيد بإيجابيتك، جزاك الله خيراّ

    ردحذف
  2. و جزاك الله خيراً و أكرمك، سعيد أن المقال أعجبك.
    سأنشر في الأيام القادمة المقال الثاني الذي أتحدث فيه عن عيوب النظام من وجهة نظري، و لكن ذلك لا يمنع أنني معجب بالفعل بالنظام بشدة :)

    ردحذف